كم تأخذ العادة والتعوّد من حياتنا وسلوكياتنا..قد نجد من ينفر من هذا المصطلح


في باب العبادة فيظن أننا نعني العادة التي تحيل العبادة إلى شيء لاروح فيه ..


وبلا شك نحن لانعني ذلك النوع من العادات ولاتلك الطريقة من التعوّد..


إنما نقصد بهذا المصطلح : تلقي المرء شيئاً من التعود على طاعة الله وامتثال أمره..


فيكتسب المرء بذلك قدرة على التحكم في ذاته وإدارة وتوجيه إرادته نحو


ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة..


ولعل المعنى بدأ يتضح الآن ..نحن نعلم أن الله ما خلقنا إلا لغاية عظمى


وهي عبادته وامتثال أمره..لكن هذا الامتثال بحد ذاته من التكليف


على نفسٍ اعتادت الإنفلات والتروّح في مفازة الشهوات التي تبعد


بصاحبها عن الهدف الذي خلق من أجله ..


قال تعالى : (( وما خلقت الجنّ والإنس إلا ليعبدون))..
·
هل تأمّل أحدنا ما نصيب العادة والتعود على الطاعة وجبر النفس عليها


امتثالاً لأمرٍ أو انتهاءً عن نهيٍ في سلوكنا التعبدي ؟؟


نحن نحتاج إلى التعود على الطاعة..


هل حقاً تعودنا على الطاعة بالصورة التي أمرنا الله بها؟؟


ولنأخذ مثالاً بسيطاً جداً..هذه الصلاة التي نصليها بين يدي الله كيف نصليها


ولعلني أقترب بالسؤال أكثر فأقول : سل نفسك بعد فراغك من الصلاة:


هل أنت راضٍ عن تلك الركعات والسجدات التي أديتها وتقربت بها إلى مولاك؟


هل هذه هي الصلاة التي أمرني بها النبي صلى الله عليه وسلم تامة كاملة؟؟


لا تتأزم من هذه الأسئلة ..نحن لا نريد إلا المكاشفة مع النفس وشيئاً من الشفافية


والوضوح يقودنا للطريق الصحيح..


إذا كانت الإجابة بلا..


هل حاولت أن تصلي خاشعاً ؟؟


دعنا نجرب, الأمر يحتاج إلى شيءٍ من الجدية..


أنت تحتاج أن لا تلتفت أبداً..لا يلتفت بدنك بكثرة الحركات التي تشغلك عن الخشوع ..


أنت تحتاج أن تسكن ..أن تشعر بسكون لأنك بين يدي ربك ..


لا تلتفت أبداً ولذلك النبي صلى الله نهى عن التفاتٍ كالتفات الثعلب..


وأيضاً تحتاج إلى ضبط قلبك قليلاً فلا تشغله بأجلّ من هذا المقام ..


مقام الوقوف بين يدي الله الذي لا أجلّ منه ولا أكبر منه ولا أعظم..


اطرد كل الخواطر من صدرك ..وحاول أن تحضر قلبك ..


اجتهد في ذلك وسل الله العون فإنه إذا علم منك إخلاصاً ورغبةً وحاجةً وفاقة واضطراراً أعانك..


وأيّ اضطرار أشدّ من اضطرارنا لمناجاته والوقوف بين يديه وهو سبحانه الذي أمرنا بإقامة


هذه الشعيرة فقال في محكم التنزيل (( وأقيموا الصلاة )) (( وأقم الصلاة واصطبر عليها))..


أذكرك مرة أخرى..بشأن تلك الشعيرة العظيمة التي هي من أعظم


وسائل الصبر والتصبر على سائر العبادات الأخرى ..


نحن أمرنا بإقامة الصلاة والأمر بإقامة الصلاة في نصوص الكتاب والسنة


فُهم منه الاستمرار في هذه الإقامة دون كللٍ أو ملل ..


ومعنى يقيمها :أن يأتي بها تامة كاملة مستقيمة معتدلة فيأتي بأركانها وشروطها وآدابها على الوجه المأمور به ...


ويكون فيها مطمئناً متخشعاً..هذا كله داخل في معنى إقامتها...


فإقامتها فريضة لا تنتهي ولاتنقضي..بل ترافقنا طيلة المدة الضرورية لبقائنا في الحياة الدنيا..

0 التعليقات:

آمييييييييييييييييييين


اللهم إجعل عملنا صالحا و لوجهك خالصا و لا تجعل لاحد غيرك فيه شيئا
.........
اللهم لا تجعلنا جسرا يعبرون عليه الناس الى الجنه و يلقى بنا فى نار جهنم

قرآن يتلى آناء الليل وأطراف النهار

قولنا آرائك لرمضـان أحلى